الاثنين، 25 ديسمبر 2017

يا سيّد السّادات جئتك قاصدا

يا سيّد السّادات جئتك قاصدا * أرجو رضاك وأحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق إنّ لي * قلبا مشوقا لا يروم سواكا
وبحقّ جاهك إنّني لك مغرم * والله يعلم أنّني أهواكا
أنت الّذي لولاك ما خلق امرؤ * كلاّ ولا خلق الورى لولاكا
أنت الّذي من نورك البدر اكتسى * والشّمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الّذي لمّا رفعت إلى السّما * بك قد سمت وتزيّنت لسراكا
أنت الّذي ناداك ربّك مرحبا * ولقد دناك لقربه وحباكا
أنت الّذي فينا سألت شفاعة * فأجاب ربّك لم تكن لسواكا
أنت الّذي لمّا توسّل ءادم * من زلّة بك فاز وهو أباكا
وبك الخليل دعا فعادت ناره * بردا وقد خمدت بنور سناكا
ودعاك أيّوب لضرّ مسّه * فأزيل عنه الضّرّ حين دعاكا
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا * بصفات حسنك مادحا لعلاكا
وكذاك موسى لم يزل متوسّلا * بك في القيامة محتم بحماكا
والأنبياء وكلّ خلق في الورى * والرّسل والأملاك تحت لواكا
لك معجزات أعجزت كلّ الورى * وفضائل جلّت فليس تحاكا
نطق الذّراع بسمّه لك معلنا * والضّبّ قد لبّاك حين أتاكا
والذّئب جاءك والغزالة قد أتت * بك تستجير وتحمي بحماكا
وكذا الوحوش أتت إليك وسلّمت * وشكا البعير إليك حين رءاكا
ودعوت أشجارا أتتك مطيعة * وسعت إليك مجيبة لنداكا
والماء فاض براحتيك وسبّحت * جمّ الحصى بالفضل في يمناكا
وعليك ظلّت الغمامة في الورى * والجذع حنّ إلى كريم لقاكا
هذا ولا أثر لمشيك في الثّرى * والصّخر قد غاصت به قدماكا
وشفيت ذا العاهات من أمراضه * وملأت كلّ الأرض من جدواكا
ورددت عين قتادة بعد العمى * وابن الحصين شفيته بشفاكا
وكذا حبيب وابن عفرا بعدما * جرحا شفيتهما بلمس يداكا
وعليّ من رمد به داويته * في خيبر فشفي بطيب لماكا
وسألت ربّك في ابن جابر بعدما * أن مات أحياه وقد أرضاكا
ومسست شاة لأمّ معبد بعدما * نشفت فدرّت من شفا رقياكا
ودعوت عام القحط جهرا معلنا * فانهلّ قطر السّحب حين دعاكا
ودعوت كلّ الخلق فانقادوا إلى * دعواك طوعا سامعين نداكا
وخفضت دين الكفر يا علم الهدى * ورفعت دينك فا ستقام هناكا
أعداك عادوا في القليب بجهلهم * صرعى وقد حرموا الرّضى بجفاكا
في يوم بدر قد أتتك ملائك * من عند ربّك قاتلت أعداكا
والفتح جاءك يوم فتحك مكّة * والنّصر في الأحزاب قد وافاكا
هود ويونس من بهاك تجمّلا * وجمال يوسف من ضياء سناكا
قد فقت يا طه جميع الأنبيا * طرّا فسبحان الّذي أسراكا
والله يا يس مثلك لم يكن * في العالمين وحقّ من نبّاكا
عن وصفك الشّعراء يا مدّثّر * عجزوا وكلّوا من صفات علاكا
إنجيل عيسى قد أتى بك مخبرا * ولنا الكتاب أتى بمدح علاكا
ماذا يقول المادحون وما عسى * أن تجمع الكتّاب من معناكا
والله لو أنّ البحار مدادهم * والعشب أقلام جعلن لذاكا
لم يقدر الثّقلان يجمع نزرة * أبدا وما اسطاعوا له إدراكا
بك لي قليب مغرم يا سيّدي * وحشاشة محشوّة بهواكا
وإذا سكتّ ففيك صمتي كلّه * وإذا نطقت فمادح علياكا
وإذا سمعت فعنك قولا طيّبا * وإذا نظرت فما أرى إلاّكا
يا مالكي كن شافعي في فاقتي * إنّي فقير في الورى لغناكا
يا أكرم الثّقلين يا كنز الورى * جد لي بجودك أرضني برضاكا
أنا طامع بالجود منك ولم يكن * لأبي حنيفة في الأنام سواكا
فعساك تشفع فيه عند حسابه * فلقد غدا متمسّكا بعراكا
فلأنت أكرم شافع ومشفّع * ومن التجا بحماك نال وفاكا
فاجعل فراك شفاعة لب فيه غد * فعسى أكن في الحشر تحت لواكا
صلّى عليك الله يا علم الهدى * ما حنّ مشتاق إلى مثواكا
وعلى صحابتك الكرام جميعهم * والتّابعين وكلّ من والاكا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق