أمررت كفّا سيّحت فيها الحصى * وأروت الجيش بماء طاهر
على معاشي ومعادي وعلى * ذريّتي وباطني وظاهري
وبلدتي وإخوتي وجيرتي * ورفقتي من غائب وحاضر
وعذتهم بها وما أعظمها * من غدر كلّ ماكر وغادر
كفّ سنيّة سريّ سرّها * ما مثلها جبر لكسر كاسر
قد كلّ كلّ واصف في وصفها * ومادح من ناظم وناثر
كفّ بها البأس يكفّ كم كفت * من معشر بوكف جود باهر
ألين من مسّ الحرير مسّها * بل هي أبهى في عيون النّاظر
كفّ نداها لم يزل مسترسلا * على الورى من ربّهم وفاخر
كفّ كريمة على خالقها * تروي الورى من وارد وصادر
فالصّاع إذ باشره ببطنها * أصبح يكفي الألف من عساكر
كفّ جليلة فلا كفء لها * ولا مدان في علاها الفاخر
كفّ بجاهها العظيم أرتجي * سكناي دار الخلد مع عشائري
وعيشة مرضية نقيّة * من الحرام قوت كلّ خاسر
وتوبة من كلّ ما جنيته * من الصّغائر ومن كبائر
كم فكّ من أسر الرّدى برفعها * وءاس من ءاس بها وباسر
شرّفها الله وأعلى قدرها * بين الأكفّ مالذا من ناكر
كم علّة بها تلاشت حارفي * علاجها طبّ اللّبيب الماهر
وكم حمى الله بها من جازع * مروّع القلب وغير صابر
وكم بها من كافر جدّله * فصار إذ ذاك كأمس الدّابر
بها استغثت واستجرت ليس لي * إن غلر عاد غيرها من ناصر
كفى بكفّ المصطفى وقاية * وجنّة من كلّ خطب ضائر
فيالها كفّا وما أبركها * ما مثلها مدّت للثم زائر
يا ليتني لثمتها بشفتي * فهي الشّفاء والمنى لخاطري
وهي وسيلتي بها أسأل ما * أحتاجه من سيب ربّي القادر
ربّ بجاهها أجب ما رمته * وامنن بحسن باطني وظاهري
وصلّ يا ربّ على صاحبها * ما ضاع نشر نور روض ناضر
وسحّت السّحب وفاه باسمه * فم امرئ جوف اللّيالي ذاكر
وراح رائح إلى أوطانه * وارتاحت الرّوح لعرف عاطر
وما رقى المنبر راق واعظ * فرقّ من يسمعه من حاضر
وبات يتلو الذّكر تال في الدّجى * وناح طير فوق غصن زاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق