الاثنين، 6 يناير 2014

شفيعك يوم القيامة

شفيعك يوم القيامة صلى الله عليه و سلم  من مختصر  جعفر البرزنجي

مقدمة


أبتدئ الإملاء باسم الذات العلية  مستدّرا فيض البركات على ما أناله وأولاه  وأًثنّي بحمد مواردُهُ سائغة هنيّه  ممتطيا من الشّكر الجميل مطاياه  وأصلي و أسلّم على النّور الموصوف بالتقدّم و الأوليّة  المتنقّل في الغرر الكريمة و الجباه  و أستمنح الله تعالى رضوانا يخصّ العترة الطّاهرة النبويّة و يعمّ الصّحابة و الأتباع و من والاه  و أستجديه هداية لسلوك السّبل الواضحة الجليّة  و حفظا من الغواية في خطط الخطإ و خطاه  و أنشر من قصّة المولد الشّريف النّبويّ برودا حسانا عبقريّة  ناظما من النّسب الشّريف عقدا تحلّى المسامع بحلاه و أستعين بحول الله و قوّته القويّة فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بالله  عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه  عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم     و بارك عليه  عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ   و سلّم و بارك عليه  فأقول :

اسمـــــه :


هو سيّدنا محمّد بن عبد الله بن عبد الطّلب واسمه شيبة الحمد حمدت خصاله السّنية  ابن هاشم واسمه المغيرة الّذي ينتمي الارتقاء لعلياه  ابن قصيّ واسمه مجمّع سمّي بقصيّ لتقاصيه في بلاد قضاعة القصيّة  إلى أن أعاده الله تعالى إلى الحرم المحترم فحمى حماه  ابن حكيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر واسمه قريش و إليه تنسب البطون القرشيّة  و ما فوقه كنانيّ كما جنح إليه الكثير وارتضاه  ابن مالك بن إلياس و هو أوّل من أهدى البدن إلى الرّحاب الحرميّة  وسمع في صلبه النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ذكر الله تعالى و لبّاه  ابن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان و هذا سلك نظّمت فرائده بنان السّنيه ورفعه إلى الخليل إبراهيم عليه السّلام أمسك عنه الشّارع و أباه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

نسبــــه :


عدنان بلا ريب عند ذوي العلوم النّسبيّة  إلى الذّبيح إسماعيل نسبته و منتهاه  فأعظم به من عقد تألّقت كواكبه الدّرّيّة  كيف لا والسّيّد الأكرم صلّى الله عليه و سلّم واسطته المنتقاه .

نسب تحسب العلا بحــلاه                     قلّدته نجومها الجـــــــوزاء
حبّذا عقد سودد و فخار                      أنت فيه اليتيمة العصماء

وأكرم به من نّسب طهّره الله تعالى من سفاح الجاهليّة  أورد الزّين العراقيّ وارده في مورده الهنيّ وارده .

حفظ الإله كرامة لمحمّــــــــــــد           آباءه الأمجاد صونا لاسمه
تركوا السّفاح فلم يصبهم عاره            من آدم و إلى أبيه و أمـــــّه

سراة سرى نور النّبوّة في أسارير غررهم البهيّة  وبدا بدره في جبين جدّه عبد المطّلب وابنه عبد الله .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

مولـــده :


ولمّا أراد الله تعالى إبراز حقيقته المحمّديّة  وإظهاره جسما و روحا بصورته و معناه  نقله إلى مقرّه من صدفة ءامنة الزّهريّة  و خصّها القريب المجيب بأن تكون أمّا لمصطفاه  و نودي في السّماوات و الأرض بحملها لأنواره الذّاتيّة  و صبا كلّ صبّ لهبوب نسيم صباه  و كسيت الأرض بعد طول جدبها من النّبات حللا سندسيّة  و أينعت الثّمار و أدنى الشّجر للجاني جناه  و نطقت بحمله كلّ دابّة لقريش بفصّاح الألسن العربيّة  و خرّت الأصنام على الوجوه و الأفواه  و تباشرت وحوش المشارق و المغارب و دوابّها البحريّة  واحتست العوالم من السّرور كأس حميّاه  و بشّرت الجنّ بإظلال زمنه وانتهكت الكهانة ورهبت الرّهبانية  ولهج بخبره كلّ خبر خبير وفي حسنه تاه  واتيت أمّه في المنام فقيل لها إنّك حملت بسيّد العالمين وخير البريّة  وسمّيه إذا وضعته محمّدا فإنّه ستحمد عقباه  عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه  و لمّا تمّ من حملهصلى الله عليه و سلم  تسعة أشهر قمريّة وءان للزّمان أن ينجلي عنه صداه  حضر أمّه ليلة مولده آسية و مريم في نسوة من الحظيرة القدسيّة  و أخذها المخاض فولدته صلى الله عليه و سلم نورا يتلألأ سناه .

              عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه


هنا يجب القيام للمصطفى صلى الله عليه و سلم :

فقم أيّها الرّاجي لنيل شفاعـــــــــــــة                        قيام محبّ صادق القّـــــــــول و الأدب
قليل لمدح المصطفى الخطّ بالذهـــب              على فضّة من خطّ أحسن من كتــب
وأن تنهض الأشراف عند سماعــــــــه         قياما صفوفا أو جثيّا على الرّكـــــب
أما الله تعظيما له كتب اسمــــــــــــــه             على عرشه يا رتبة سمت الرّتـــــــب
أبان مولده عن طيب عنصــــــــــــره             يا طيب مبتدىء منه ومختتــــــــــم
بشرى لنا معشر الإسلام أنّ لنـــــــــــا             من العناية ركنا غير منهـــــــــــــــدم
تباشرت الملاك حين ظهـــــــــــــــوره             وفاحت به الرجاء شرقا ومغربـــــــا
ونادى لسان الكون طرّا بأســــــــــــره             فأهلا وسهلا بالحبيب ومرحــــــــبا
مرحبا يا مرحبا بالحبيب المصطفى              مرحبا يا مرحبا بالحبيب المقتـــفى
مرحبا يا مرحبا مرحبا يا نور العين                        مرحبا يا مرحبا مرحبا جدّ الحسين
مرحبا يا مرحبا يا أمان الخائفيــــن             الأمان الأمان الأمان يا رســـــــــول الله
الأمان الأمان الأمان يا حبيب الله

وولد  صلى الله عليه و سلمواضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السّماء العليّة  موميا بذلك الرّفع إلى سودده و علاه  ومشيرا إلى رفعة قدره على سائر البريّة  وإنّه الحبيب الّذي حسنت طباعه وسجاياه  ولله درّ القائل :

ومحيّا كالشّمس منك مضـــــــــــــيء              أسفرت عنه ليلة غــــــــــــــــــــــرّاء
ليلة المولد الّذي كان للدّيــــــــــــــــن              سرور بيومه وازدهــــــــــــــــــــــــاء
يوم نالت بوضعه ابنة وهـــــــــــــب               من فخار ما لم تنله النّســــــــــــــــاء
وأتت قومها بأفضل ممّـــــــــــــــــــــا              حملت قبل مريم العــــــــــــــــــذراء
مولد كان منه في طالع الكفــــــــــــر              وبال عليهم و وبــــــــــــــــــــــــــــــاء
و توالت بشرى الهواتف أن قــــــــــد               ولد المصطفى و حقّ الهنـــــــــــــــــاء

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

 و دعت أمّه عبد المطّلب وهو يطوف بهاتيك البنيّة  فأقبل مسرعا ونظر إليه وبلغ من السّرور مناه  وأدخله الكعبة الغرّاء وقلم يدعو بخلوص النّيّة  ويشكر الله تعالى على ما منّ به عليه وأعطاه  ولد صلى الله عليه و سلم نظيفا مختونا مقطوع السّرّة بيد القدرة الإلهيّة  طيّبا دهينا مكحولة بكحل العناية عيناه  وكان مولده  صلى الله عليه و سلم بالموضع المعروف بالعراص المكيّة  و البلد الحرام الّذي لا يُعضد شجره ولا يُختلى خلاه  واختلف في عام ولادته صلى الله عليه و سلم و في شهرها و في يومها على أقوال للعلماء مرويّة  والرّاجح أنّها قبيل فجر يوم الاثنين ثاني عشر شهر ربيع الأوّل من الفيل الّذي صدّه اللهُ تعالى عن الحرم وحماه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه


خوارق ومعجزاة ولادته :


وظهر عند ولادته خوارق و غرائب غيبيّة  إرهاصا لنبوّته وإعلاما بأنّه مختار الله تعالى و مجتباه  فزيدت السّماء حفظا وردّ عنها المردة وذوُو النّفس الشّيطانيّة  ورجمت رجوم النّيّرات كلّ رجيم في حال مرقاه  و تدلّت إليه صلى الله عليه و سلم الأنجم الزهريّة  واستنارت بنورها وهاد الحرم ورباه  وخرج معه صلى الله عليه و سلم نور أضاء له قصور الشّام القيصريّة  فرءاها من بطاح مكّة داره و معناه  وانصدع الإيوان بالمدائن الكسراويّة  الّذي رفع أنو شروا ن سمكه و سوّاه  وسقط أربع عشرة من شرا فته العلويّة  وكسر سرير الملك كسرى لهول ما أصابه و عراه  و خمدت النّيران المعبودة بالمماليك الفارسيّة  لطلوع بدره المنير و إشراق محيّاه  و غاضت بحيرة ساوة و كانت بين همذان وقُم من البلاد العجميّة  وجفّت إذ كفّ واكف موجها الثّجّاج ينابيع هاتيك المياه  و فاض وادي سماوة و هي مفازة في فلاة و بريّة  لم يكن بها قبل ماء ينقعُ للظّمآن الّلهاه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه      

وفاة والده :


ولمّا تمّ لحمله شهران على مشهور الأقوال المرويّة  توفّي بالمدينة المنوّرة أبوه عبد الله  وكان قد اجتاز بأخواله بني عديّ من الطّائفة النّجّاريّة  ومكث فيهم شهرا سقيما يعانون سقمه و شكواه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

مرضعتــه :


وأرضعته صلى الله عليه و سلم أُمٌه أيّاما ثمّ أرضعته ثويبة الأسلميّة  الّتي أعتقها أبو لهب حين وافته عند ميلاده صلى الله عليه و سلم ببشراه  فأرضعته صلى الله عليه و سلم مع ابنها مسروح وأبي سلمة و هي به حفيّة  وأرضعت فبله حمزة الّذي حمد في نصرة الدّين سراه  وكان صلى الله عليه و سلم يبعث إليها من المدينة بصلة و كسوة هي بها حريّه  إلى أن أورد هيكلها رائد المنون الضّريح وواراه  قيل على دين قومها الفئة الجاهلية  وقيل أسلمت أثبت الخلاف ابن منده وحكاه  ثمّ أرضعته صلى الله عليه و سلم الفتاة حليمة السّعديّة  و كان قد ردّ كلّ القوم ثديها لفقرها وأباه  فأخصب عيشها بعد المحل قبل العشيّه  ودرّ ثدياها بدُر درّ ألبنه اليمين منهما وألبن الآخر أخاه  وأصبحت بعد الفقر والهُزال غنيّة  وسمنت الشّارف لديها والشّيّاه  وانجاب عن جانبها كلّ ملمّة ورزيّة وطرّز السّعد برد عيشها الهنيّ ووشّاه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

خوارق ومعجزاة طفولته :


 وكان صلى الله عليه و سلم يشبً في اليوم شباب الصّبي في الشّهر بعناية ربّانيّة  فقام على قدميه في ثلاث ومشى في خمس وقويت في تسع من الشًهور بفصيح النًطق قواه  وشقّ الملكان صدره الشّريف لديها وأخرجا منه علقة دمويّة  وأزالا منه حظّ الشّيطان وبالثّلج غسلاه  وملآه حكمة ومعاني ايمانيه  ثمّ خاطاه و بخاتم النًبُوّة ختماه  ووزناه فرجح بألف من أُمّته ألخيريه  ونشأ صلى الله عليه و سلم على أكمل الأوصاف من حال صباه  ثمّ ردّتهُ إلى أُمّه وهي به غيرُ سخيّه  حذرا من أن يُصاب بمُصاب حادث تخشاه  ووفدت عليه حليمةُ في أيّام خديجة السّيّدة الرضيّه  فحباه من حبائه الوافر بمحباه  وقدمت عليه في يوم حنين فقام إليها وأخذته الأريحيّة  وبسط لها صلى الله عليه و سلم من ردائه الشّريف بساط برّه ونداه  والصّحيح أنّها أسلمت مع زوجها والبنين والذّريّة  وقد عدّهما في الصّحابة جمع من ثقات الرّواه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

وفاة والدته :


ولمّا بلغ صلى الله عليه و سلم أربع سنين توفيّت أمّه الأمينة الرّضيّة  محبوّة بعناية من اختاره واجتباه  أخرج أبو نعيم في دلائل النّبوّة من طريق الزهريّ عن أمّ سماحة بنت أبي دهم عن أمّها قالت شهدت ءامنة في علّتها الّتي ماتت فيها ومحمّد صلى الله عليه و سلم غلام عند رأسها فنظرت إلى وجهه ثمّ قالت : بارك الله فيك من غلام يا ابن الّذي من حومته الحمام  نجا بعون الملك المنعام  فدي غداة الضّرب بالسّهام  بمائة من إبل سوام  إن صحّ ما أبصرت في المنام  فأنت مبعوث إلى الأنام  من عند ذي الجلال والإكرام  ثمّ قالت كلّ حيّ ميّت وذكري باق وقد تركت خيرا وولدت طهرا ثمّ ماتت فكنّا نسمع نوح الجنّ عليها فحفظنا من ذلك :

نبكي الفتاة البرّة الأمينة                 ذات الجمال العفّة الرّزينـــة
زوجة عبد الله والقرينة                   أمّ نبيّ الله ذي السّكينـــــــــة
وصاحب المنبر بالمدينـــة                   صارت لدى حفرتها رهينة

حاملته :    


ثمّ حملته صلى الله عليه و سلم حاضنته أمّ أيمن الحبشية  الّتي زوّجها صلى الله عليه و سلم بعد من زيد بن حارثة مولاه  وأدخلتهُ على عبد المطّلب فضمّه إليه ورقّ له وأعلى رُقيّة  وقال : إنّ لابني هذا لشأنا عظيما فبخّ بخّ لمن وقّره وولاه  ولم تشكو قي صباه جوعا ولا عطشا قطّ نفسُهُ ألأبيه وكثيرا ما غدا فاغتذى بماء زمزم فأشبعه وأرواه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

كفالته :


ولمّا أنيخت بفناء جدّه عبد الطّلب مطايا المنيّة  كفله عمّه أبو طالب شقيق أبيه عبد الله  فقام بكفالته بعزم قوّيّ وهمّة وحميّه  وقدّمه على النّفس والبنين وربّاه  ولمّا بلغ صلى الله عليه و سلم اثنتي عشرة سنة رحل به أبو طالب إلى البلاد الشّاميّه وعرفه الرّاهب بحيرا بما حازه صلى الله عليه و سلم من وصف النّبوّة وحواه  وقال إنّي أراه سيّد العالمين ورسول الله ونبيّه  قد سجد له الشّجر والحجر ولا يسجدان إلاّ لنبيّ أوّاه  وإنّا نجد نعته في الكتب القديمة السّماويّه  وبين كتفيه خاتم النّبوّة قد عمّه النّور وعلاه  وأمر عمّه بردّه إلى مكّة تخوًفا عليه من أهل دين اليهوديّه  فرجع به ولم يُجاوز من الشّام المقدّس بُصراه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

تجارته :


ولمّا بلغ صلى الله عليه و سلم خمسا وعشرين سنة سافر إلى بُصرى في تجارة سنيّه  ومعه ميسرةُ يخدُمُهُ ويقومُ بما عناه  ونزل عليه السّلام تحت شجرة لدى صومعة نسطورا راهب النّصرانيّه  فعرفه الرّاهب إذ مال إليه ظلًها الوارفُ وأواه  وقال : ما نزل تحت هذه الشّجرة قطً إلاّ نبيً ذو صفات نقيّه  ورسولً قد خصّه اللهُ تعالى بالفضائل وحباه  ثمّ قال : لميسرة أفي عينيه حُمرةً استظهارا للعلامة الخفيّه  فأجابه بنعم فحقّ لديه ما ظنُّه وتوخّاه  وقال : لميسرة لا تُفارقهُ وكن معه بصدق وعزم وحسن طويّه  فإنّهُ ممّن أكرمهُ الله تعالى بالنًبُوّة واجتباه .

 عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه



زوجاتـه :


ثمّ تزوج صلى الله عليه و سلم بخديجة السّيّدة الرّضيّه  لتشُمّ من الإيمان به طيب ريّاه  وخطب أبُو طالب وأثنى عليه صلى الله عليه و سلم بعد أن حمد الله تعالى بمحامد سنيّه  وقال هو والله لهُ نبأُ عظيمُ بعدُ يُحمدُ فيه مسراه  فزوّجها منهُ عليه السّلامُ أبُوها لسابق سعادتها الأزليّه  وأولادها صلى الله عليه و سلم كُلّ أولاده إلاّ الّذي باسم الخليل سمّاه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

عدله :


ولمّا بلغ صلى الله عليه و سلم خمسا وثلاثين سنة بنت قُريشُ الكعبة لانصداعها بالسّيول الأبطحيّه  وتنازعُوا في رفع الحجر الأسود فكُلُّ أراد رفعه ورجاه  وعظُم القيلُ والقالُ وتحالفُوا على القتال وقويت العصبيّه  ثُمّ تداعوا إلى الإنصاف وفوّضُوا الأمر إلى ذي رأي صائب وأناه  فحك بتحكيم أوّل داخل من باب السّدنة الشّيبيّه  فكان النّبيُّ صلى الله عليه و سلم أوّل داخل فقالُوا هذا الأمينُ وكُلُنا نقبلُهُ ونرضاه  فأخبرُوهُ بأنّهُم رضُوهُ أن يكُون صاحب الحُكم في هذا المُهمّ ووليّه  فوضع صلى الله عليه و سلم الحجر في ثوب ثمّ أمر رُؤساءهُم أن يرفعُوهُ جميعا إلى هاتيك البنيّه  ووضعهُ صلى الله عليه و سلم بيده الشّريفة في موضعه الآن وبناه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

بعثه إلى أمّته :


ولمّا كمُل لهُ صلى الله عليه و سلم أربعُون سنة على أوفق الأقوال لذوي العالميّه بعثهُ اللهُ تعالى إلى العالمين بشيرا ونذيرا فعمّهُم برُحماه وبُدىء إلى تمام ستّة أشهُر بالرُؤيا الصّادقة الجليّه فكان لا يرى رُؤيا إلاّ جاءت مثل فلق صبح أضاء سناه .
عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

نزول الوحي عليه :


وإنّما ابتُدىء بالرُؤيا تمرينا للقوى البشريّه لئلاّ يفجأهُ الملكُ بصريح النُبُوّة فلا تقواهُ قُواه وحبّب إليه الخلاءُ فكان يتعبّدُ بحراء اللّيالي العدديّه إلى أن أتاه فيه صريحُ الحقّ وأوفاه وذلك في يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من شهر اللّيلة القدريّه وثُمّ أقوالُُ لسبع أو أربع وعشرين منهُ أو ثمان خلت من شهر مولده صلى الله عليه و سلم الّذي بدأ فيه بدرُ مُحيّاه فقال لهُ اقرأ فقال ما أنا بقارىء فغطّهُ غطّة قويّه ثمّ قال لهُ اقرأ فقال ما أنا بقارىء فغطّهُ ثانيّة حتّى بلغ منهُ الجُهدُ وغطّاه  ثُمّ قال لهُ اقرأ فقال ما أنا بقارىء فغطّهُ ثالثة ليتوجّه إلى ما سيُلقى إليه بجمعيّه ويقابلُهُ بجدّ واجتهاد ويتلقّاه تُمّ فتر الوحيُ ثلاث سنين أو ثلاثين شهرا ليشتاق إلى انتشا ق هاتيك النّفحات الشّذيّه ثُمّ أُنزلت يأيُّها المُدثّرُ فجاءهُ جبريلُ بها وناداه فكان لنُبُوّته لتقدُّم على رسالته بالبشارة والنّذارة لمن دعاه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

أول من دخل إلى الإسلام :


وأوّلُ من ءامن به من الرّجال أبُو بكر صاحبُ الغار والصّدّيقيّه ومن الصّبيان عليُّ ومن النّساء خديجة  الّتي ثبّت اللّهُ تعالى بها قلبهُ ووقّاه ومن الموالي زيدُ بنُ حارثة ومن الأرقّاء بلالُُ الّذي عذّبهُ في اللّه أُميّةُ وأولاهُ مولاهُ أبُو بكر من العتق ما أولاه ثُمّ أسلم عُثمانُ وسعدُُ وسعيدُُ وطلحتُُ وابن عوف وابنُ العمّة صفيّه وغيرُهُم ممّن أنهلهُ الصّديقُ رحيق التّصديق وسقاه وما زالت عبادتُهُ صلى الله عليه و سلم وأصحابه مخفيّه حتّى أُنزل عليه صلى الله عليه و سلم قولُهُ تعالى فاصدع بما تومرُ فجهر بدُعاء الخلق إلى اللّه ولم يبعُد منهُ قومُهُ حتّى عاب موالاة ءالهتهُم وأمر برفض ما سوى الوحدانيّه فتجرءُوا على مُبارزته بالعداوة وأذاه واشتدّ على المُسلمين البلاءُ فهاجرُوا في سنة خمس إلى النّاحيّة النّجاشيّه وحدب عليه عمُّهُ أبُو طالب فهابهُ كُلُُّ من القوم وتحاماه وفُرض عليه صلى الله عليه و سلم قيامُ بعضُ السّاعات اللّيليّه ثُمّ نُسخ بقوله تعالى فاقرءُوا ما تيسّر منهُ وأقيمُوا الصّلاة وفُرض عليه ركعتان بالغداة وركعتان بالعشيّه ثُمّ نُسخ بإيجاب الصّلوات الخمس في ليلة مسراه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

الإسراء والمعراج :


ثُمّ أُسري برُوحه وجسده صلى الله عليه و سلم يقظة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ورحابه القُدسيّه وعُرج به إلى السّماوات فرأى ءادم في الأُولى وقد جلّلهُ الوقارُ وعلاه ورأى في الثّانية عيسى بن البتُول البرّة النّقيّه وابن خالته يحي الّذي أُتي الحُكم في حال صباه ورأى في الثّالثة يُوسُف الصّدّيق بصُورته الجماليّه وفي الرّابعة إدريس الّذي رفع اللّهُ مكانهُ وأعلاه وفي الخامسة هارُون المُحبّب في الأُمّة الإسرائيليّه وفي السّادسة مُوسى الّذي كلّمهُ تعالى وناجاه وفي السّابعة إبراهيم الخليل الّذي جاء ربّهُ بسلامة القلب والطوّيه فحفظهُ اللّهُ تعالى من نّار النّمرُوذ وعافاه ثُمّ إلى سدرة المُنتهى إلى أن سمع صريف الأقلام بالأُموُر المقضيّه إلى مقام المُكافحة الّذي قرّبهُ اللّهُ تعالى فيه وأدناه وأماط لهُ صلى الله عليه و سلم حُجُب الأنوار الجلاليّه وأراهُ بعيني رأسه صلى الله عليه و سلم من حضرة الرُّبوبيّة ما أراه وبسط لهُ الإجلال في المجال الذّاتيّه وفرض عليه وعلى أُمّته خمسين صلاة ثُمّ أنهلّ سحابُ الفضل فردّت إلى خمس عمليّه ولها أجرُ الخمسين كما شاءهُ في الأزل وقضاه ثُمّ عاد في ليلته بالمواهب اللّدُنيّه وصدّقهُ الصّدّيق وكُلُّ ذي عقل بمسراه
فصف اللّيلة الّتي كان للمختار   فيهل على البُراق استواءُ .

وترقّى به إلى قاب قوسيـــن                             وتلك السّيّادة القعســـــــاءُ
رُتبُُ تسقُطُ الأماني حسرى                             دُونها ما وراءهُـــــــنّ وراءُ

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

هجرته إلى المدينة :


ثُمّ نادى بأنّه رسولُ الله على رُءُوس الأشهاد في الأيّام الموسميّه فآمن به ستّةُُ من الأشهاد من الأنصار اختصّهُمُ اللهُ برضاه فآمن وحجّ منهُم في القابل اثنا عشر رجُلا وبايعُوهُ بيعة حقّيّه ثُمّ انصرفوا وظهر الإسلامُ بالمدينة فكانت معقلهُ ومأواه وقدم عليه في الثّالثة سبعُون أو وخمسةُُ أو وثلاثةُُ وامرأتان من القبائل الأوسيّه
والخز رجيه فبايعُوهُ وأمّر عليهم من مكّة ذوُو الملّة الإسلاميّه وفارقُوا الأوطان رغبة فيما أُعدّ لمن هجر الكُفر وناواه وخافت قُريشُُ أن يلحق صلى الله عليه و سلم بأصحابه على الفوريّه فأتمرُوا بقتله فحفظهُ اللهُ تعالى من كيدهم ونجّاه وأذن له صلى الله عليه و سلم في الهجرة فرقّبهُ صلى الله عليه و سلم المُشركُون ليُوردُوهُ بزعمهم حياض المنيّه فخرج عليهم ونثر على رُءُوسهم التُّراب وحناه وأمّ صلى الله عليه و سلم غار ثُور وفاز الصّدّيقُ بالمعيه وأقاما فيه ثلاثا تحمي الحمائمُ والعناكبُ حماه ثُمّ خرجا منهُ ليلة الاثنين وهُو صلى الله عليه و سلم على خير مطيّه وتعرّض له سُراقةُ فابتهل فيه إلى الله ودعاه فساخت قوائمُ يعبُوبه في الأرض الصّلبيّه وسألهُ الأمان فمنحه إيّاه ومرّ صلى الله عليه و سلم بقُديد على أُمّ معبد الخُزاعيّه وأراد ابتياع لبن أو لحم منها فلم يكُن سيءُُ من ذلك خباءها قد حواه فنظر صلى الله عليه و سلم إلى شاة في البيت خلّفها الجُهدُ عن الرّعيّه فاستأذنها في حلبها فأذنت وقالت لو كان بها حلبُُ لأصبناه فمسح صلى الله عليه و سلم ضرعها ودعا الله تعالى مولاه ووليّه فدرّت فحلب وسقى كُلُّ من وصب من القوم وأرواه ثُمّ حلب وملأ الإناء وغادرهُ لديها ءاية جليّه فجاء أبو معبد ورأى اللّبن فذهب به العجبُ إلى أقصاه وقال أنّى لك هذا ولا حلُوب بالبيت تبضُّ بقطرة لبنيّه فقالت مرّ بنا رجُلُُ مُباركُُ كذا وكذا حكت جُثمانُهُ ومعناه فقال هذا صاحبُ قُريش وأقسم بكُلّ إلهيّه على أنّهُ لو رءاهُ لآمن به واتّبعهُ وأدناه وقدم صلى الله عليه و سلم المدينة يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأوّل وأشرقت به أرجاؤُها الزّكيّه وتلقاهُ الأنصار ونزل صلى الله عليه و سلم بقُباء وأسس مسجدها على تقواه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

هذا هو المُختارُ والبدرُ الّــــــــــــذي                  كُلُّ البُدُور خضعن تحت هلاله
هذا الّذي قد خُطّ في العرش اسمُهُ                  بنُعُوته وصفاته وجلالــــــــــه
هذا الّذي سفر اللّثام فأطرقــــــت                   مقلُ القُلُوب مهابة لجمالــــــــه

ذاتُُُهُ وصفاتُهُ صلى الله عليه و سلم :


هذا وقد خصّ اللهُ تعالى هاتيك الذّات الشّريفة المُحمديّه بشمائل تتشنّفُ من سماعها الآذانُ وتتعطرُ بذكرها الأفواه

فتنزّه في ذاته وصفاتـــــــــــــه             استماعا إن عزّ منها اجتلاءُ
وأملا السّمع من محاسن يُمليها             عليك الإنشادُ والإمــــــــلاءُ

وكان صلى الله عليه و سلم أكمل النّاس خلقا وخُلُقا ذا ذات وصفات سنيّه مربُوع القامة أببض اللّون مُشرّبا بحمرة واسع العينين اكحلهُما أهدب الأشفار قد مُنح الزّجح حاجباه مُفلّج السنان ضليع الفم حسنهُ واسع الجبين ذا جبهة هلاليّه سهل الخّدّين يُرى في أنفه بعضُ احديداب حسن العرنين اقناه بعيد ما بين المنكبين سبط الكفّين ضخم الكراديس قليل لحم العقب كثّ اللّحية عظيم الرّأس شعرُهُ إلى الشّحمة الأُذُنيّه وبين كتفيه خاتم النُّبُوّة قد عمّه النُّورُ وعلاه وعرقُه صلى الله عليه و سلم كاللُّؤلؤ وعرفه أطيبُ من النّفحات المسكيّه ويتكفّاُ في مشيته كأنما ينحطُّ من صبب ارتقاه وكان يصافحُ المصافح بيده فيجد منها سائر يومه رائحة عبهريّه ويضعُها على رأس الصّبيّ فيُعرفُ مسُّهُ لهُ من بين الصّبية ويُدراه يتلألأُ وجهُهُ الشّريفُ تلألُؤ القمر في اللّيلة البدريّه يقُولُ ناعتُهُ لم أر قبلهُ ولا بعدهُ مثلهُ ولا بشرُُ يراه .                مُنزّهُُ عن شريك في محاسنـــــه             فجوهرُ الحُسن فيه غيرُ مُنقسم
ولم يُفتتن به كيُوسُف لغلبة الجلال على صُورته الجماليّه فلم يستطع أحدُ أن يُمعن النّظر في مرءاه .

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

أخلاقه :


وكان r شديد الحياء والتّواضع ذُو سيرة سريّه يُحبُ المساكين ويجلسُ معهُم ويعُودُ مرضاهُم ويُشيّعُ جنائزهُم ولا يحقرُ فقيرا أوقعهُ الفقرُ وأشواه ويقبلُ المعذرة ولا يُقابلُ أحدا بما يكرهُ ويمشي مع الأرملة وذوي العُبُوديّه ولا يهابُ المُلُوك ويبغضُ لله تعالى ويرضى لرضاه ويمشي خلف أصحابه ويقُولُ خلُّوا ظهري للملائكة الرّوحانيّه ويركبُ البعير والفرس والبغلة والحمار الّذي بعضُ المُلُوك إليه أهداه ويعصبُ على بطنه الحجر من الجُوع وقد أُوتي مفاتيح الخزائن الرضيّه وراودتهُ الجبالُ بأن تكُون لهُ ذهبا فأباه وكان r يُقلُّ اللّغو ويبدأُ من لقيهُ بالسّلام ويُطيلُ الصّلاة ويقصرُ الخُطب الجُمعيّه ويتألّفُ أهل الشّرف ويُكرمُ أهل الفضل ويمزحُ ولا يقُولُ إلاّ حقّا يُحبُّهُ اللهُ تعالى ويرضاه وهاهنا وقف بنا جوادُ المقال عن الإطّراد في الحلبة البيانيّه وبلغ ظاعنُ الإملاء في فدا فد الإيضاح مُنتاه . 

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه

عطّر الّلهمّ قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة و تسليم الّلهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه




دُعاءُ ختم البرزنجيّه


اللّهُمّ يا باسط اليدين بالعطيّه يا من إذا رُفعت إليه أكُفُّ العبد كفاه يا من تنزّه في ذاته وصفاته الأحديّه عن أن يكُون لهُ فيها نظائرُ وأشباه يا من تفرّد بالبقاء والقدم والأزليّه يا من لا يُرجى غيرُهُ ولا يُعوّلُ على سواه يا من استند الأنامُ إلى قُدرته القيُّوميّه وارشد بفضله من استرشدهُ واستهداه نسألُك بأنوارك القُدسيّه الّتي أزاحت من ظُلمات الشّكّ دُجاه ونتوسّلُ إليك بشرف الذات المحمّديّه ومن هو ءاخر الأنبياء بصُورته وأوّلُهُم بمعناه وبآله كواكب امن البريّه وسفينة السّلامة والنّجاه وبأصحابه أُولي الهداية والأفضليّه الّذين بذلُوا نُفُوسهُم لله يبتغُون فضلا من الله وبحملة شريعة أُولي المناقب والخُصوصيّه الّذين استبشرُوا بنعمة وفضل من الله أن تُوفّقنا في الأقوال والأعمال لإخلاص النيّه وتُنجح لكُلّ من الحاضرين مطلبهُ ومُناه وتُخلّصنا من أسر الشّهوات والأدواء القلبيّه وتحقّق لنا من الآمال ما بك ظننّاه وتكفينا كُلّ مُدلهمّة وبليّه ولا تجعلنا ممّن أهواه هواه وتستُر لكُلّ منّا حصرهُ وعجزهُ وعيّه وتُسهّل لنا من صالح الأعمال ما عزّ ذراه وتُدني لنا من حُسن اليقين قُطُوفا دانية جنيّه وتمحُو عنّا كُلّ ذنب جنيناه وتعُمّ جمعنا هذا من خزائن منحك السّنيّه برحمة ومغفرة وتُديم عمّن سواك غناه اللّهُمّ إنّك جعلت لكُلّ سائل مقاما ومزيّه ولكلّ راح ما أمله ورجاه وقد سألناك راجين مواهبك اللّدنيّه فحقّق لنا ما منك رجوناه اللّهمّ آمن الرّوعات وأصلح الرّعاة والرّعيّه وأعظم الأجر لمن جعل هذا الخير في هذا اليوم وأجراه اللّهمّ أجعل هذه البلدة وسائر بلاد المسلمين ءامنة رخيّه واسقنا غيثا يعمّ انسياب سيبه السّبسب ورباه واغفر لناسج هذه البرود المحبّرة المولديّه جعفر من إلى البر زنجي نسبته ومنتماه وحقّق له الفوز بقربك والرّجاء والأمنيّه واجعل مع المقرّبين مقيله وسكناه واستر له عيبه وعجزه وحصره وعيّه ولكاتبها وقارئها ومن أصاخ سمعه إليه وأصغاه اللّهمّ وانصر سلطاننا وعساكره ألمحمديّه واكتب على بنود جنوده نصر من الله واجعله اللّهمّ المجدّد لأمر دين هذه الأمّة ألخيريّه وأيّده بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله وكن لأميرنا وأنجاله الزّكيّه وارزقنا العفو والعافية يا من لا يرجى سواه وصلّ اللّهمّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد صلاة وتسليما دائمين أبديين سرمديين لا نهاية لهما كما ينبغي لكمالك وفضلك وجلالك وعظيم سلطانك على أوّل قابل للتّجلّي من الحقيقة الكلّيّه وعلى ءاله وصحبه ومن نّصره ووالاه ما شنّفت الآذان من وصفه الدّرّيّ بأقراط جوهريّه وتحلّت صدور المحافل المنيفة بعقود حلاه والحمد لله والصّلاة على رسول الله .                            


                                                                                                                                                                والله وليّ التوفيق

هناك تعليق واحد: